أنا كامل إذا ً [ أنا فوق مستوى النقد ]

• أنا كامل إذا ً [ أنا فوق مستوى النقد ]

مقدمة :-

سئُل أحد المصورين العالميين الامريكان: هل وصلت للصورة الكاملة ؟ فكانت الإجابة [ لم اصل لتلك الصورة الكاملة ولكنني اشعر أنني اصبحت قريبا ً ]

حقيقة إن مصور مثل هذا لا يزال يعترف بأن [النقص] أمر [حتمي] لا مناص منه فكل شيء له [نقص] في ناحية ما، اشكالنا أخلاقنا معاملاتنا منتوجاتنا الفكرية و العملية و الجهدية اساليبنا الحياتية الفاظنا، كل شيء بلا أستثناء ما عدى [الخالق] فهو وحده [الكامل] عز وجل، ولا زالت البشرية منذ خلق [آدم] إلى يومنا من بني الإنسان يعترفون بكل أطيافهم و أعراقهم و دياناتهم حتى الملحدين منهم بأن النقص هي طبيعة البشر وهو أعقل المخلوقات إن هذا النقص بحد ذاته ميزة يتميز بها البشرية حيث أن الكل يحاول الوصول للكمال، ولو أننا خلقنا كاملين وكل منتجاتنا كاملة لأصبحت الحياة رتيبة مملة لا [تنافس] فيها ولا متعة بل سوف تصبح حياتنا جحيما ً لا يطاق.

فوق مستوى النقد:-

هل تعترف أخي المصور أنك ناقص ؟ إذا فأنت لست فوق مستوى النقد، ومما يؤسف له ونحن في الغالب مسلمين نعرف ما لنا وما علينا يعتقد البعض ولديه عقيدة ومبدأ أنه [ لم يولد حتى الآن من ينتقد أعمالي ]، فإذا ما قام أحدهم بنقد أعمالهم فإنهم يرعدون ويزبدون وتراهم يزمجرون زمجرة الاسود في البرية، وينتقد من هذا وذاك وكل شخص أنتقد أعماله ستجده يتبعهم ويتتبع أخطائهم وعثراتهم حتى يرد الصاع صاعين وهذا مما جبلت عليه [أخلاقه] ظنا ً منه أن هؤلاء لا يعترفون بكونهم تحت مستوى النقد، وتجده يهلوس [من هؤلاء حتى ينقدوا أعمالي ؟ ] ولعله يحدث نفسه وهو يزور صفحتهم ويجد أخطاء لهم مثلهم مثل البقية ويتشفى في نفسه ويحدثها [هاه؟؟ هؤلاء هم الذين انتقدوني؟ ألا يشاهدون اعمالهم التعيسة؟ ].

حقيقة إن هذه [العينة] ال[مجهرية] تستحق أن تكون في قائمة [البحث و النقاش] لانك ستجدهم عادة [بلا أصدقاء] أو إن وجد فهم خارج نطاق [التصوير]، ويفترض بكل مصور ومصورة أن ينحنوى إجلالا ً لأعمالهم [الكاملة] ومنتجاتهم الفنية التي لا تشوبها اي شائبة وينتظرون من كل فرد تصفيقا ً و تطبيلا ً ، عادة هؤلاء يعانون من جنون العظمة و النرجسية و الانانية وهؤلاء لا بد أن يمروا عليك وتقابلهم سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي وتستطيع ان تعرفهم بكل بساطة بأختبار بسيط جدا … عليك فقط ان تنتقد أعماله حتى تراه تثور ثائرته ويزبد ويرعد.

لا يوجد [شخصي] مهما علت مرتبته في اي فن كان و اقول [لا يوجد] أحد فوق مستوى النقد، حتى وإن كان [الاول] على مستوى العالم في كل شيء فهو قابل [للنقد]، وإلا فإنه ينكر ضرورة من ضروريات الدين و العقيدة البشرية التي تتفق عليها أتفاق كامل دون أعتراض وبكل رضى، وكوننا مصورين لا تتوقع من الجميع ان يقوموا بالتصفيق لك و التطبيل، وحتى هؤلاء الذين كان نقدهم نقدا ً [خطأ] ويمس قواعدا سواء مهمة أو ثانوية، فإنه من التواضع أن تشكرهم وتوضح لهم الخطا الذي وقعوا فيه، مع الأخذ بعين الأعتبار عدم قيام [الناقد] بفرض أمر ما مثل قوله [ هذه الصورة لم يتم تصويرها في المكان الفلاني] كنوع من التكذيب و التشكيك أو قول أحدهم [ يستحيل ان يكون القمر بهذا الحجم من المشهد] فالناقد يطرح وجهة نظره ولكن [لا يفرضها] وعلى [المنقود] أن لا يصادر آراء الناقدين سواء كانوا على حق أو انتقدوا انتقاد باطل، يحق لهم الرد بكل أدب و إحترام وتوضيح خطاهم وليس التكبر عليهم وارسال رسائل [نرجسية] على وزن [لم اطلب رايك] و [ هذا ليس من شأنك ].

إننا كبشر علينا ان نتقبل بكل رضى ما يقوله الآخرون فليس بالضرورة أن يكون كل شيء يُقال لنا صحيح، وحتى غير الصحيح يتم مناقشته وحتى الآراء التي يُفترض أنها آراء [صحيحة] قابلة للنقاش و التصحيح والتمحيصن، إننا في النهاية سواءا جائنا نقد صحيح ام خاطئ عندما نتناقش نصل لصيغة أقرب [للكمال] وإن لم تصل إليه

والله من وراء القصد

مرشد محمد المهيري
مصور فوتوغرافي