السلام عليكم،
بما أنّك هنا فأنت إذاً مهتم بالعملة الوهمية Bitcoin ولربما تابعت ما حدث في سوق العملة الفترة الماضية تحديداً بتاريخ 2/4/2019 وهو ارتفاع سعر البيتكوين بشكل أعاد لها أنفاس الحياة من جديد بعدما كانت في طي النسيان، حيث ارتفع سعر العملة الواحدة من 4181 دولار أمريكي الى 4668 في يوم واحد وبدون سابق انذار، حتى وصل الى 5289 دولار أمريكي في نفس الاسبوع بشكل لم يسبق لعملة بيتكوين رؤيته من قبل.
بيتكوين لا يعيش أفضل أيامه هذه الفترة ولكن على الأقل هو العملة الالكترونية المصنفة رقم 1 عالمياً في جميع الأسواق لقدرتها على الاحتفاظ بقيمتها بسبب كثرة الطلبات عليها وايضاً دخولها العديد من الأسواق الحقيقية على ارض الواقع، فلم تعد صغيرتنا تلك مقتصرة فقط على بعض مواقع الإنترنت المظلم وبعض العمليات الغير قانونية بل أصبحت تُباع وتُشترى علناً في الأسواق الالكترونية التي تبيع بضائع ومنتجات حقيقية.
كمية من الطلبات أصبحت مثيرة للريبة على هذه العملة الإلكترونية والتي ليس لديها أي قيمة حقيقية واقعية – على أساس أنّ العملات النقدية لها قيمة ? – ما جعل العملة ثابتة في مكانها حتى الآن رغم الألم الذي عانت منه عملتنا الرقمية بسبب السياسات القاسية والتدابير الاحترازية التي عانى منها ملّاك العملة في بعض الدول التي تجرم استخدامها او مداولتها او مجرد شراءها.
إذاً ما الذي عاد بـ بيتكوين إلى الحياة؟
دعونا نتفق أولاً على أن البيتكوين لم يموت، وإنما مرّ بفترة يمكننا تسميتها (فترة مرض) للسبب الذي سبق وتحدثنا عنه، وبسبب تخلي بعض الشركات التي كانت قد اعتمدته كعملة رسمية يمكن الدفع بها للحصول على خدمات تلك الشركات.
ما عاد بـ BTC الى الحياة هو أن العملة فعلاً تسد خانة كبيرة وثغرة عانى منها مستخدمو الإنترنت لفترة طويلة جداً ولا يمكن الاستغناء عنها بهذه السهولة، يجب ان يكون هناك بديلاً وحلاً جذرياً لتلك العملة حتى تموت، وهذا اقل سبب يجعلك تطمئن عزيزي المستثمر وأنت أخي المعدّن، العملة عندما تم ابتكارها ملأت ثغرة كبيرة اسمها الخصوصية وثغرة أخرى اسمها تجارة السوق السوداء فهل تعتقد أنت عزيزي الكاره ان أصحاب هذه الثغرات سيفرطون في كنزهم الذهبي المسمى Bitcoin؟!
هذا كان السبب الغير مباشر، أما السبب المباشر هو كثرة الطلبات على العملة وقلة الكمية المعروضة حيث من وجهة نظر باحث في سوق البيتكوين لاحظت في الفترة الأخيرة انحسار التجارة في العملة في يد قلة من المجتمع وقلة من التجار وكان ما يملكون قليل جداً لا يكفي لحاجة السوق حتى حدث الانفجار الذي جعل سعر البيتكوين يرتفع بين ليلة وضحاها هذا الارتفاع المستمر والذي وصل الى ذروة الـ 5000 دولار أمريكي.
وهناك سبب مباشر آخر وهو أن الاستثمارات زادت جداً في الفترة الأخيرة في العملات الرقمية سواء من مجتمعات الظل أو من التجار الحقيقيون والشركات التي تقبل الدفع بالبيتكوين، ولا ننسى إخواننا أصحاب الحصة الأكبر من عودة بيتكوين للحياة وهم المعدنيّن والذين كسروا الحماية الخاصة بكروت الشاشة الجديدة لجعلها تعدّن كما القديمة تماماً ولم يصبهم اليأس أو خيبة الأمل بسبب انخفاض سعر العملة وارتفاع أسعار الكهرباء والمصاريف التشغيلية الخاصة بالتعدين.
وبناء على كل ما سبق فلن يموت بيتكوين حتى تُسّد تلك الثغرات وتغلق هذه الأسواق بقوة القانون، ولا اعتقد ان القانون يستطيع منع عملة لا يمكن تتبعها ابداً بأي شكل من الاشكال، حتى أنّ هناك بعض الدول أصبحت تعتمد البيتكوين كعملة يمكن استخدامها على العكس من بعض الدول الأخرى التي سدّت أبوابها في وجه العملة الرائدة في سوق التجارة الالكترونية والتي خسرت الكثير بالمناسبة.
ماذا الآن؟
قلتها سابقاً في مقال مفصل، “بيتكوين يمرض ولا يموت” وأعيد تكرارها على مسامع جميع من يهتمون بهذه العملة الرقمية، اذا كنت مستثمراً في بيتكوين يمكنك الاعتماد عليها اعتماد كلي او يمكنك توسيع محفظتك قليلاً من اجل بعض العملات الرقمية الرائدة الأخرى مثل الريبل وايثيريوم حتى لا تندم بأنّك وضعت البيض كله في سلة واحدة.
يمكنك التأكد بان بيتكوين يمرض ولا يموت بالعودة الى المقال المشار اليه سابقاً لترى بنفسك الأسباب التي تجعله على قيد الحياة حتى الآن وأن ما تمّر به بيتكوين ما هي الا مرض مؤقت واستراحة محارب لا أكثر.
في الصورة التالية سترى المؤشرات تعج باللون الأخضر وكمية الاستثمارات في هذه العملة والتي تزيد يوماً بعد يوم.
![](https://i0.wp.com/mteqani.com/wp-content/uploads/2019/04/bitcoin-price-today.jpg?fit=618%2C340&ssl=1)