السلام عليكم،
في الربع الأول من العام 2019، تجاوزت مبيعات شركة هواوي (Huawei) الصينية مبيعات شركة أبل (Apple) الأمريكية، لتصبح هواوي ثاني أكبر مصنّع لأجهزة الجوال في العالم، إذ باعت الشركة نحو 59 مليونًا من أجهزة الجوال بعائدات ربح بلغت 26.8 مليار دولار.
لكن في الأسبوع الماضي صدر قرارٌ مَنعَ الشركات الأمريكية من التعامل مع الشركة الصينية للاشتباه بقيامها بنشاطات غير قانونية! فما تبعات هذه العقوبات؟ وكيف سترد Huawei عليها؟
العقوبات الأمريكية
فاجأت الحكومة الأمريكية العالم بإدراجها شركة هواوي على القائمة السوداء للتعاملات التجارية (trade blacklist)، ومن ثَم أصبحت هواوي ممنوعة من شراء المعدات من الولايات المتحدة الأمريكية بدون تصريح حكومي أمريكي، وما كان من شركة Google إلا أن أعلنت أنها ستمتثل لقرار الحكومة الأمريكية وأنّ ترخيصها لشركة هواوي لاستخدام نظام أندرويد سينتهي في 19 آب من هذا العام، أي بعد ثلاثة شهور من الآن، ومن ثَم:
كل ما سيصدر من أجهزة الجوال من معامل الشركة الصينية، لن نجد فيه متجر تطبيقات غوغل وغيرها من التطبيقات الرسمية لغوغل (خرائط غوغل ويوتيوب وغيرها.. إلخ).
وسيتضرر من العقوبات الكثير من الشركات الأمريكية والمستخدمين، خاصة إذا قررت الصين أن تنتقم من هذا القرار من خلال فرض جمارك على شركة Apple الأمريكية في الصين، وهذه ستكون ضربة قاسية للشركة الأمريكية في سوق المبيعات.
الضربة الكبيرة التي وُجهت لهواوي هي التي تتعلق بأجهزتها القابلة للطي (Mate X) المطورة حديثًا، وكان من المتوقع أن تنتشر بقوة، لكن كيف سيُقبل الناس عليها إذا كانت خالية من تطبيقات أندرويد الرسمية؟
لن تُرسل تحديثات جديدة لهواتف هواوي المباعة قبل صدور القرار.
لن يكون هناك تحديثات لواجهات EMUI.
Huawei ليست ممنوعة من استخدام مكتبات أندرويد مفتوحة المصدر لدعم أجهزتها، لكنّ اعتمادها على المكتبات مفتوحة المصدر يزيد من التهديدات الأمنية في أجهزتها.
HongMeng OS
قالت شركة الاتصالات الصينية هواوي أنها تملك (الخطة ب (في حال لم يكن هناك أمل في عودة علاقتهاGoogle وحسب تغريدة في حساب وكالة الأنباء الصينية Global Times في تويتر، فإن شركة Huawei كانت قد بدأت العمل على تطوير نظام تشغيل خاص بها منذ عام 2012، أي قبل 7 أعوام من الآن، تحسّبًا لمثل هذه الكوارث!
انطلاقًا من نظام Kirin Os المبني على نواة لينوكس، والمطور في جامعة شنغهاي الصينية، قامت هواوي (Huawei) بتطوير نسختها الخاصة من هذا النظام ويقال إن اسمهHongMeng .
لم تقل هواوي شيئًا بخصوص النظام الجديد ولا حتى اسمه الرسمي، فاسم HongMeng غير معروف ما إن كان اسم النظام أم مجرد اسم مستخدم لمرحلة التطوير فقط.
بدأ تطوير النظام الجديد بداية في جامعة شنغهاي عام 2012، وحاز على عدة جوائز في الصين.
كانت هواوي تختبر نظامها الجديد على أجهزة محدودة ضمن نطاق الشركة.
ربما ينجح النظام الجديد في الصين، ولكن بالتأكيد لن يكون هذا كافيًا لتعويض الخسارة الكبيرة التي منيت بها الشركة الصينية.
الصعوبات التي يواجهها النظام الجديد
في عام 2012 أطلقت سامسونغ نظام التشغيل الخاص بها والمسمى Tizen Os ، الذي يمكن برمجة تطبيقاته باستخدام (Microsoft .NET)، وهو النظام الذي لم يكن إلا نظام أندرويد، ولكن بدون تطبيقات أندرويد! فواجه هذا النظام مصيره البشع بسرعة كبيرة، إلا أنه بقي حيًا في بعض أجهزة التلفاز والساعات الذكية.
كذلك حاولت مايكروسوفت منافسة غوغل وآبل المطورتين لنظامي Android,iOS اللذين يسيطران على 99% من أجهزة الهواتف في العالم، عن طريق إصدار نظام (windows phone) الخاص بها، الذي لم يرقَ إلى المكان المأمول بين العملاقين، ولم يكن محط أنظار مطوري التطبيقات بسبب انخفاض قيمته السوقية، فلماذا يُنفق المال والوقت في تطوير تطبيقات هواتف ويندوز فون التي لن تعود عليهم بالأرباح الكثيرة؟
فالعقبة الكبيرة التي ستواجهها هواوي إذا أُطلِق هذا النظام الجديد، هي إقناع مطوّري تطبيقات الجوال (المبرمجين) وأصحاب الأعمال (الممولين) بنقل تطبيقاتهم إلى متاجرها الجديدة، المكافئة لـ Google Play, Apple Store.
حسب رئيس قسم هندسة البرمجيات التجارية في الشركة، إن تطوير نظام تشغيل جديد ليس صعبًا مقارنة بصعوبة دعمه ونشره بين المطورين.